جلست بعد المغرب فى البلكونة احتسى الشاى مع ام العيال وانظر الى الشارع لاراقب الاولاد وهم يلعبون وسرحت بخيالى فجاة فخطر ببالى سؤال اقلقنى كثيرا وهو كام عدد الاصدقاء المخلصين الذين قابلتهم فى خلال سنوات عمرى الثلاثين الماضية
فجأت الاجابة بمثابة صدمة لى لانى جلست اعدهم فلم يكملوا اصابع اليد الواحدة
فلم اعرف هل السبب منى ام من الزمن الذى قل ان تجد فيه الصديق المخلص الذى لايبغى اى غرض من صداقتك سوى الصداقة فقط بمعناها الجميل الذى نبحث عنه فجلست اعدهم فكانوا علاء وخيرى وابراهيم نصر وطارق منصور واخرهم استاذى ومعلمى الذى ادين له طول العمر بجميله عليا الاستاذ الدكتور يحيى عشرى استاذ الجراحة بجامعة الزقازيق
تذكرت هذا السوال بعد عودتى من اداء واجب العزاء فى وفاة احد هؤلا ءالاصدقاء وهو الدكتور علاء الباقورى رحمه الله ابن قرية باقور بمحافظة اسيوط الطبيب الشاب الذى لم يتعدى الاربعين من عمره اخصائى الجراحة بمعهد اورام سوهاج والذى وافته المنية فى حادث سيارة شنيع
تذكرت علاء الباقورى رحمه الله عندما قابلته اول مرة فى الغربة التى تبين معادن الرجال منذ اربع سنوات عندما ذهبت للعمل هناك طبيب جراحة بمستشفى الملك سعود بعنيزة وكان علاء احد الاخصائيين هناك فكان نعم الاخ والصديق والصاحب تذكرت استقباله لى وتعامله معى ومساعدته لى عند تاسيس البيت الجديد وشراء مستلزمات البيت والمعيشة هناك
تذكرت علاء عندما كنا نذهب بسيارته الخاصة لشراء سندوتشات الفول والطعمية وشراء الكشرى وكيف كنا نتسكع فى شوارع تلك البلدة الجديدة الصغيرة والجميلة سويا
تذكرت علاء عندما كسرت ساقى ودخلت المستشفى لمدة سنه كاملة وكيف كان يقضى وقته بالساعات يجلس معى نتسامر ونحكى ليخفف عنى اثار العملية وكيف كان يحضر الطعام الذى اعدته زوجته لى خصيصا ويحضره لى سعيدا كانه اخ لى فربما يكون لك اخ لم تلده امك
تذكرت علاء عندما كان يقوم بدعوتى للغذاء او لالافطار فى رمضان معه فى بيته وكيف كان ترحيبه بى
تذكرت علاء وبناته الثلاثة وهم يلعبون معى ويرحبون بى وكيف كانوا اطفال ابرياء يلعبون مع والدهم صاروا الان ايتام فقدوا الاب وهم مازالوا اطفال لم يدركوا معنى الاب فى حياتهم انها مهمة امهم الصعيدية الاصيلة ان تكون لهم ابا واما ادعوا الله ان يصبرها ويوفقها فى هذه
المهمة الصعبة التى تنوا بها الجبال والتى عانت منها امى من قبل تذكرت قصة حياتى وانا قادم من هذا الواجب الذى لان انساه ابدا
تذكرت علاء وهو يستمع الى اغانى متقال واغانى التراث الصعيدى العتيق الجميل الذى تشم منه رائحة الاصالة والطيبة والاخلاص والجدعنة والاصول
تذكرت علاء وهو يدعونى الى العدول فى التفكير عن قرار العودة الى مصر ومدى تاثره فى اخر ليلة قضانها سويا قبل نزولى مصر عندما جاء ليودعنى على امل اللقاء بمصر قريبا
تذكرت علاء عندما كنا نتكلم سويا من خلال النت بعد نزولى مصر واتصاله بى سائلا عنى وعن احوالى وعن صحتى وجدعنته معى فى انهاء اوراقى هناك وانهاء كل متعلقات لىهناك
فسبحان الله تواعدنا بالقاء فى اكتوبر القادم بالقاهرة وقضائنا عدة ايام معا فى قاهرة المعز التى كان يعشقها
تواعدنا ولكن هناك يد كانت اسرع منا فى ذلك
انها يد القدرالذى لامفر منه
انه الموت
فسبحان الله تشاءيا عبدى واشاء ومايقع الا ما اشاء فاذا رضيت عبدى بما تشاء اعطيتك ماتشاء
رضينا ربنا بقضائك الذى لامرد له
اسال الله له المغفرة والرحمة ان يجعل مثواه الجنة وان يلهم اهله الصبر والسلوان
اسالكم ان تدعوا له بالمغفرة وان تقراوا له الفاتحة
وان تتذكروا الموت فانه مفرق الاحبة
هذه هى الدنيا لا تاخذوها ماخذ الجد انها لعب........................ لعب عيال
No comments:
Post a Comment