Friday, August 15, 2008

اللقاء الصعب

جلست بعد المغرب فى البلكونة احتسى الشاى مع ام العيال وانظر الى الشارع لاراقب الاولاد وهم يلعبون وسرحت بخيالى فجاة فخطر ببالى سؤال اقلقنى كثيرا وهو كام عدد الاصدقاء المخلصين الذين قابلتهم فى خلال سنوات عمرى الثلاثين الماضية
فجأت الاجابة بمثابة صدمة لى لانى جلست اعدهم فلم يكملوا اصابع اليد الواحدة
فلم اعرف هل السبب منى ام من الزمن الذى قل ان تجد فيه الصديق المخلص الذى لايبغى اى غرض من صداقتك سوى الصداقة فقط بمعناها الجميل الذى نبحث عنه فجلست اعدهم فكانوا علاء وخيرى وابراهيم نصر وطارق منصور واخرهم استاذى ومعلمى الذى ادين له طول العمر بجميله عليا الاستاذ الدكتور يحيى عشرى استاذ الجراحة بجامعة الزقازيق
تذكرت هذا السوال بعد عودتى من اداء واجب العزاء فى وفاة احد هؤلا ءالاصدقاء وهو الدكتور علاء الباقورى رحمه الله ابن قرية باقور بمحافظة اسيوط الطبيب الشاب الذى لم يتعدى الاربعين من عمره اخصائى الجراحة بمعهد اورام سوهاج والذى وافته المنية فى حادث سيارة شنيع
تذكرت علاء الباقورى رحمه الله عندما قابلته اول مرة فى الغربة التى تبين معادن الرجال منذ اربع سنوات عندما ذهبت للعمل هناك طبيب جراحة بمستشفى الملك سعود بعنيزة وكان علاء احد الاخصائيين هناك فكان نعم الاخ والصديق والصاحب تذكرت استقباله لى وتعامله معى ومساعدته لى عند تاسيس البيت الجديد وشراء مستلزمات البيت والمعيشة هناك
تذكرت علاء عندما كنا نذهب بسيارته الخاصة لشراء سندوتشات الفول والطعمية وشراء الكشرى وكيف كنا نتسكع فى شوارع تلك البلدة الجديدة الصغيرة والجميلة سويا
تذكرت علاء عندما كسرت ساقى ودخلت المستشفى لمدة سنه كاملة وكيف كان يقضى وقته بالساعات يجلس معى نتسامر ونحكى ليخفف عنى اثار العملية وكيف كان يحضر الطعام الذى اعدته زوجته لى خصيصا ويحضره لى سعيدا كانه اخ لى فربما يكون لك اخ لم تلده امك
تذكرت علاء عندما كان يقوم بدعوتى للغذاء او لالافطار فى رمضان معه فى بيته وكيف كان ترحيبه بى
تذكرت علاء وبناته الثلاثة وهم يلعبون معى ويرحبون بى وكيف كانوا اطفال ابرياء يلعبون مع والدهم صاروا الان ايتام فقدوا الاب وهم مازالوا اطفال لم يدركوا معنى الاب فى حياتهم انها مهمة امهم الصعيدية الاصيلة ان تكون لهم ابا واما ادعوا الله ان يصبرها ويوفقها فى هذه
المهمة الصعبة التى تنوا بها الجبال والتى عانت منها امى من قبل تذكرت قصة حياتى وانا قادم من هذا الواجب الذى لان انساه ابدا
تذكرت علاء وهو يستمع الى اغانى متقال واغانى التراث الصعيدى العتيق الجميل الذى تشم منه رائحة الاصالة والطيبة والاخلاص والجدعنة والاصول
تذكرت علاء وهو يدعونى الى العدول فى التفكير عن قرار العودة الى مصر ومدى تاثره فى اخر ليلة قضانها سويا قبل نزولى مصر عندما جاء ليودعنى على امل اللقاء بمصر قريبا
تذكرت علاء عندما كنا نتكلم سويا من خلال النت بعد نزولى مصر واتصاله بى سائلا عنى وعن احوالى وعن صحتى وجدعنته معى فى انهاء اوراقى هناك وانهاء كل متعلقات لىهناك
فسبحان الله تواعدنا بالقاء فى اكتوبر القادم بالقاهرة وقضائنا عدة ايام معا فى قاهرة المعز التى كان يعشقها
تواعدنا ولكن هناك يد كانت اسرع منا فى ذلك
انها يد القدرالذى لامفر منه
انه الموت
فسبحان الله تشاءيا عبدى واشاء ومايقع الا ما اشاء فاذا رضيت عبدى بما تشاء اعطيتك ماتشاء
رضينا ربنا بقضائك الذى لامرد له
اسال الله له المغفرة والرحمة ان يجعل مثواه الجنة وان يلهم اهله الصبر والسلوان
اسالكم ان تدعوا له بالمغفرة وان تقراوا له الفاتحة
وان تتذكروا الموت فانه مفرق الاحبة
هذه هى الدنيا لا تاخذوها ماخذ الجد انها لعب........................ لعب عيال

No comments: